Log in




اثر الفرد في نهضة الأمم

24 Jul 2020 20:34 | Anonymous member (Administrator)

الأمة مثل الجسد الحي تتعرض لما يتعرض له الجسد الفرد من أمراض و علل, وكما تهتم الحكومات بوقاية الأفراد و الجماهير من الأمراض الفتاكة و العلل الخبيثة, تهتم الشرائع و الحضارات الإنسانية الراقية بوقاية المجتمعات من الأمراض الاجتماعية و الخُلقية ,حتى يظل بنيان الأمة قويا متماسكا

إن الأمة مجموعة متماسكة من الأفراد,وكلما كان الفرد سليما كان بناء الأمة سليما,وكلما كانت أخلاق الأمة قوية نقية كانت اتجاهاتها سليمة و هدفها مستقيما

و لعل الإسلام هو أوفى الأديان و الشرائع عناية بتوازن القوى المختلفة في المجتمع, وبناء الأمم بناء متراصا لا وهن فيه ولا ثغرة ولا اختلال, إنك لتراه يعنى بتنظيم حياة الناس المادية كأتم ما تعنى بذلك المذاهب الإقتصادية, و يهتم بتقوية الأخلاق الاجتماعية كأقوى ما تهتم بذلك الدعوات الأخلاقية, حتى لتراه المسلم الحق قويا في كل ناحية من نواحي حياته: قويا في روحه, وقويا في خلقه, وقويا في جسمه, و قويا في كل ما يعطيه لفظ القوة من دلالة, و ما أروع قوله صل الله عليه وسلم المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف

و لعل نقطة البداية في علاج أخلاقنا الاجتماعية يجب أن تكون من الفرد, فالفرد هو الخلية الأولى في بناء المجتمع, و الدعوات الإصلاحية تبدأ طريقها من الفرد لا من الجمهور, إن إصلاح عشرة من الأفراد في كل بلدة إصلاحا يجعلهم أئمة في الهدى والخير و الاستقامة, هو الذي يؤدي إلى استقامة شؤون البلدة و نظافة حياتها الاجتماعية

و رسول الله صل الله عليه وسلم ظل في مكة ثلاثة عشر عاما يعنى بتربية أفراد من أمته, حتى إذا اجتمع له منهم عشرات شرع في بناء الدولة الصالحة و الحضارة الصالحة, إن أبا بكر و عمر و عليا و عثمان و ابن مسعود و أمثالهم هم الذين أقاموا صرح الدولة الإسلامية و الحضارة العربية المؤمنة المشرقة, و هم الذين كان يجتمع إليهم رسول الله في شعاب مكة و في دار الأرقم وفي فناء الكعبة, يقوي أرواحهم , و يصقل نفوسهم, و يهذب أخلاقهم

و الذين صنعوا الدول و أقاموا الحضارات , و هتكوا حجب الجهل, و ارتادوا أفاق العلم, و الذين غيروا مجرى التاريخ, و أحدثوا اكبر الأثر في حياة أمتهم أو حياة الإنسانية, هم أفراد قويت إرادتهم , و استقامت أخلاقهم, و خلت حياتهم من كثير من الآفات النفسية و الخلقية القاتلة

و لا ننسى شأن الجماهير حقها و دورها في حركات الإصلاح, فهي دعامة كل حركة إصلاحية و انقلاب اجتماعي كريم, ولكن الجماهير تظل دائما كالجسم في حاجة إلى عقل يدبر و رأس يفكر, فإذا قدر للإصلاح من يعمل برسالته و ييبشر بمبادئه , و يفتح أعين الجماهير لأشعته المشرقة, استطاعت

الجماهير إن تشق طريقها نحو الخير, وان تعمل عملها العظيم في التاريخ

أيوب بوزياني


Comments

  • 28 Aug 2020 08:13 | Anonymous member
    بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ، نعم الجماهير تظل دائما كالجسم في حاجة إلى عقل يدبر و رأس يفكر
    Link  •  
    Author
    * Comment
     
    • 3 Sep 2020 00:33 | جمال بعلي
      تكامل الأدوار كل حسب طاقته وقدرته ،كفيل بأن يساهم في إثراء المشروع الحضاري للمجتمع
      Link  •  Reply

شعلة أول تنظيم سياسي شبابي رقمي في الجزائر

info@cho3la.net

حي اللوز "كرطالة"
بابا احسن - الجزائر العاصمة